--%> نصائح حقلية لمواجهة حمى ثلاثة أيام

الرئيسية > دراسات ومقالات علمية > الأمراض والأوبئة

نصائح حقلية لمواجهة حمى ثلاثة أيام

 

صائح حقلية لمواجهة حمي الثلاثة أيام

المصدر: المجلة الزراعية

بقلم:   سحر فاوى


مقاومة الحشرات وخاصة البعوض والتحصين في الميعاد المناسب هي كلمة السر للتغلب علي مرض حمي الثلاثة أيام في مزارع المواشي بمصر.. هذا ما أكده الخبراء والمتخصصون أثناء ورشة العمل التي نظمتها جمعية أمل مصر لتنمية الثروة الحيوانية "تحت التأسيس" والتي ناقشت خطورة هذا المرض وتأثيره علي الثروة الحيوانية في مصر.
حمي الثلاثة أيام أو ما يطلق عليها حمي البقر العابرة هو مرض فيروسي حاد قصير الأمد يستمر من 1 إلي 3 أيام ويصيب الأبقار خاصة القطعان الحلابة والعجول الصغيرة وكذلك الجاموس ولكن بنسبة قليلة، ويتوطن في معظم المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من افريقيا وأستراليا والشرق الأوسط وآسيا.
وهذا الفيروس ليس جديدا علي مصر كما يؤكد الدكتور حسين علي حسين رئيس قسم الفيروسات بطب بيطري القاهرة فقد كان هناك توصيف مميز للمرضي عام 1896وهو ينتقل عن طريق الحشرات الماصة التي تمثل عاملا أساسيا في الدورة البيولوجية للفيروس وبدونها لن يكمل دورة حياته، ولا ينتقل الفيروس ميكانيكيا عن طريق الحشرات أو بالملامسة المباشرة ولا يتواجد بعد اليوم الرابع من زوال الحمي، لذلك فإن مقاومة الحشرات تعتبر عاملا أساسيا ومحددا لتجنب العدوي بهذا المرض، وتعتبر الحيوانات الحية والمصابة بيوم واحد قبل ظهور الأعراض المرضية والحيوانات التي ظهرت عليها علامات المرض هي مصدر العدوي بالمزرعة لذا ينصح د. حسين بضرورة عزل الحيوانات التي تظهر عليها الأعراض بسرعة لتجنب العدوي في باقي المزرعة، وكذلك سرعة التعامل مع مضاعفات المرض كالالتهاب الرئوي والمشاكل التنفسية ليقلل الخسائر التي تتمثل في ارتفاع نسبة النفوق والاجهاض والتأكيد علي تطيهر المزرعة من الناموس وأن يبدأ برنامج التحصين قبل موسم تكاثر الناموس بشهرين علي الأقل.
ويشير الدكتور حسين علي حسين إلي أن هناك اختلافات انتاجية بين الفترات المسببة لحمي لثلاثة أيام تؤثر علي كفاءة التحصينات حيث هناك العترات التايوانية واليابانية والاسترالية ولكن الفيروس له نمط مصلي واحد.. لذلك فإن الجدل المثار بين المربين حول استخدام اللقاح المستورد أو المحلي لا أساس له لأن كلا اللقاحين يمكن استخدامهما بشرط الالتزام بالجرعات الموصي بها وطرق الاستخدام الموجودة علي عبوات اللقاحات، وعدم التلاعب في كميات الجرعات لانها تتم معايرتها بنسب مضبوطة وتخضع لرقابة من قبل معهد بحوث الأمصال واللقاحات.
ويضيف أن هناك نوعان من اللقاحات وهما اللقاح الميت الذي يكسب مناعة قصيرة المدي "6شهور" لذلك يحتاج لجرعات دائمة، واللقاح الحي الذي يعطي مناعة لمدة 12شهرا.
وحول الخسائر الاقتصادية للفيروس يشير د. حسين إلي أن الأبقار الحلابة بعد شفائها قد لا تصلح لدورة الانتاج بعد ذلك لأن الفيروس عندما يدخل الخلية ويبدأ في التكاثر يفرز بروتينات ويدفع الخلية لطور الانتحار وبالتالي لا تستطيع أن تتحمل طور النمو.
وينصح الدكتور خالد درويش المربين بضرورة التحصين في الميعاد المناسب "مارس إلي مايو"حيث يعتبر هذا خط الدفاع الأول ضد حمي الثلاثة أيام وتوفير الراحة التامة للحيوان وعدم دفعه للحركة، وتقديم عليقة سهلة له كأولي خطوات للعلاج، ورش الحيوان بالماء البارد والبدء في العلاج مبكرا قبل تطور الأعراض.
كما يفضل حقن الحيوان بمضاد للالتهاب مرة واحدة أو مرتين يوميا حسب حدة المرض وإعطاء كالسيوم بالوريد وأيضا تحريك الحيوانات التي ترقد نتيجة المرض علي جانبيها حتي لا تصاب عضلاتها بالضعف ورش الحيوانات أسبوعيا بطاردات الناموس والذباب القارض، استعمال السنون والسرنجات لمرة واحدة فقط حتي لا تكون سبب لانتقال المرض بين الحيوانات .
ويشير د. خالد درويش إلي ضرورة عزل الحيوانات المصابة بصورة سريعة ورشها بطاردات الناموس حتي لا تكون مصدرا لنقل المرض، وتغطية الحيوان الذي تم ذبحه حتي لا يكون الذباب المتواجد علي دم الذبيحة مصدرا لنقل المرض لباقي الحيوانات.
كما لا يفضل اعطاء الحيوانات أية سوائل بالفم لأن الحيوان المصاب يكون لديه صعوبة في البلع قد يؤدي لنزول السوائل في القصبة الهوائية وبالتالي ظهور مشاكل جديدة.